نبذة عن الفنان

ولد الفنان التشكيلي محمود الجوابرة عام (١٩٥٠) في حي فلاحي بسيط في مدينة درعا في الجمهورية العربية السورية، وهو من خريجي الدفعة الأولى لمعهد الفنون التشكيلية بدمشق عام ١٩٧٢. ينتمي الجوابرة للجيل الرابع من الفنانين الحداثيين في سوريا والذي أسس له رواد الفن التشكيلي أمثال محمود حماد (١٩٢٣-١٩٨٨) وفاتح المدرس (١٩٢٢-١٩٩٩) وناظم الجعفري (١٩١٨-٢٠١٥).
تزامن تخرج الجوابرة مع فترة حرب أكتوبر ١٩٧٣ مما اضطره لقضاء أربع سنوات في الخدمة الإلزامية ليعود بعدها إلى مدينة درعا حيث أسس مرسماً فنياً وساهم بتأسيس مركز الفنون التشكيلية (١٩٨٠) وفرع نقابة الفنون الجميلة (١٩٨٣)، وعمل كمدرس للفنون حتى عام ١٩٩٦ حيث تفرّغ للعمل الفني بعد ٢٤ عام من العمل في تدريس الفنون ودعم المواهب الفنية الشابة. كان الجوابرة في بداياته مأخوذاً برسم البيوت القديمة للحارة الشعبية التي عاش فيها حيث عمل وقتها على فكرة الهوية المحلية وقدم مجموعة أعمال تتضمن مشاهد من المجتمع الفلاحي السوري بأسلوب مميز يميل إلى الواقعية المبسطة. في نهاية الثمانينيات، توجه الجوابرة إلى التعبيرية التي وجد فيها ملاذاً لتقديم نتاج فني ملتزم سياسياً واجتماعياً في مكان يضيق فيه أفق حرية التعبير؛ وجسراً نحو لغة وثقافة بصرية تعبر عن التفاعل المعقد بين المحلي والعالمي.
مثّل الجوابرة مجتمعه في أعماله الفنية وهو لم يتوقف عن الانتاج الفني منذ سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم. وقد شارك في مجموعة واسعة من المعارض الجماعية مثل معارض مجموعة العشرة الشهيرة والمعارض السنوية لوزارة الثقافة ونقابة الفنون الجميلة في سوريا (١٩٨٢-٢٠٢٠) وغيرها، وقد تم اختياره ليكون من ضمن الفنانين الممثلين للجمهورية العربية السورية في معرض مهرجان الفنون والمسرح لدول البحر الأبيض المتوسط في مدينة كونفيرسانو في إيطاليا عام (٢٠٠٣) ومعرض عاصمة الثقافة الإسلامية في تبريز، إيران عام (٢٠١٨). أقام الجوابرة عدداً من المعارض الفردية داخل سوريا وخارجها مثل معرضه في صالة كونسيبت غاليري في برلين، ألمانيا عام (٢٠٠٩)، ومعرضه "ليل العالم" في صالة الآرت هاوس في دمشق عام (٢٠١٨).
أنتج الجوابرة حتى اليوم أكثر من ٥٠٠ عمل فني وعلى الرغم من فقدان مجموعة ضخمة من أعماله الفنية في مدينة درعا خلال سنوات الحرب السورية إلّا أن له أعمال كثيرة ضمن مقتنيات عدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية مثل وزارة الثقافة ومتحف دمر للفنون، ومحافظة درعا، وغيرها. وقد اختيرت بعض أعمال الجوابرة لتكون لوحة الغلاف لعدد من مطبوعات وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب وتم توظيف بعضها الآخر أيضا في عدد من الأعمال المسرحية التي أنتجها المسرح القومي في سوريا. للجوابرة أيضا أعمال فنية مقتناه من قبل مجموعات فنية خاصة داخل سوريا وخارجها في بلدان مثل فنلندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وقطر والإمارات العربية المتحدة ولبنان، والجزائر.
شغل الجوابرة منصب رئيس فرع نقابة الفنون الجميلة في محافظة درعا بين عامي ١٩٩٦ و٢٠١٥، وكان عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد العام للفنانين التشكيليين في سوريا بين عامي ٢٠١٥ و٢٠٢٠. حاز الجوابرة على العديد من شهادات التقدير من قبل رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيلين في سوريا، وقد تم استضافته في عدد من برامج الفن التشكيلي التلفزيونية مثل "المجلة الثقافية" و"أوراق ثقافية" و"ملونون" و"ذاكرة وطن" التي تم اعدادها وبثها من قبل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا. يتمتع الجوابرة بعضوية اتحاد الفنانين العرب وعضوية شرفية في جمعية الثقافة والفنون الجزائرية بالإضافة لعضويته في اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا.
يقيم الجوابرة في مدينة دمشق حيث يعمل على التحضير لمعرضه الاستعادي الذي سيقدم فيه مجموعة واسعة من الأعمال الفنية التي أنتجها بين عامي ٢٠١٢ و٢٠٢٢ والتي تروي يوميات الحياة في سوريا خلال السنوات العشرة السابقة.